مهرجان مكناس ... محطة إشعاعية أضاءت دروب المدينة الإسماعيلية

12 دجنبر, 2018

على مدى خمسة أيام، عاشت ساكنة المدينة الإسماعيلية مكناس محطة إشعاعية وريادية لمدينة التراث والثقافة، حيث توجهت الأنظار إلى مهرجان مكناس في نسخته الثالثة، والذي نظم من 4 إلى 8 دجنبر الجاري، والذي يعتبر محطة فنية ثقافية اجتماعية واقتصادية، أسهمت بما لاشك فيه في إشعاع المدينة،

وإشراك فعاليات المجتمع المدني وشركاء المجلس الجماعي لمدينة مكناس في التنمية والإسهام في تدبير الشأن المحلي. دينامية الفعل الجمعوي .. انطلقت فعاليات مهرجان مكناس في نسخته الثالثة، مساء يوم الثلاثاء 4 نونبر الجاري، بافتتاح معرض منتدى الجمعيات والتعاونيات، عرضت فيه أهم الانجازات والمنتوجات

وقام وفد يضم عامل عمالة مكناس، ورئيس المجلس الجماعي لمدينة مكناس وممثلين عن جهة فاس- مكناس وفعاليات أخرى، بقطع شريط إعلان انطلاق المهرجان، من خلال جولة قام بها الوفد الرسمي بأروقة الجمعيات، والتي عرضت فيها أهم وأبرز المنجزات التي قامت بها، إضافة إلى زيارة أخرى لمعرض التعاونيات.

وعرف الرواق الذي عرضت فيه أبرز الانجازات التي بصمت عليها فعاليات المجتمع المدني المكناسي، تقديم حصيلة المنجز الخاص بجمعيات المجتمع المدني، وإبداعاتها وإسهاماتها التنموية، كما عرضت التعاونيات النشيطة بالمدينة أهم المنتوجات التي نالت متابعة واهتمام كبير من طرف الساكنة المكناسية، وتغطية إعلامية محلية ووطنية بارزة.

سهرات فنية... عرفت جل السهرات الفنية التي نظمت بمهرجان مكناس حضورا جماهيريا غفيرا، فقد انطلقت السهرة الافتتاحية بقاعة الفقيه المنوني، ليلة يوم الثلاثاء 4 دجنبر، والتي أحيتها الفنانة الكبيرة "لطيفة رأفت" والكوميدي "ايكو"، إضافة إلى فقرات فنية موسيقية من أداء فرقة برئاسة ذ. منتصر احمالة. أما السهرة الثانية، فقد أحياها الشاب يونس وفرقة "اش كاين" حيث ألهبوا الجماهير الغفيرة التي حجت إلى القاعة المغطاة المسيرة، بحيث قدم الفنان الشاب "يونس" أغانيه المشهورة والتي تفاعل معها الحضور الذي استمتع بفقرات فنية من أغاني "الراي"، حيث أدى الفنان الشاب ابن المدينة الإسماعيلية مكناس أغنيته "مول الشاطو" التي رددها الجمهور مع الفنان في تناغم كبير.

من جهتها، أدت فرقة "آش كاين"، وهم بدورهم أبناء مكناس، فقرات فنية جماعية متناسقة، فبعد جولتهم الدولية في البلدان الأوربية، رجعت الفرقة بشهرة عالمية وأداء فني من فن "الراب".

وبخصوص السهرة الثانية، فقد أحيتها المواهب الفنية للمدينة الإسماعيلية، بحيث استمتع الجمهور المكناسي بأداء أسامة كرم والفنان إدريس الحمري، وأوركسترا الربيع، ومجموعة من الشباب الذين أدوا فقرات من فن الراب، بالمركب الثقافي والفني للجمعية الإسماعيلية. وعكس السهرات الفنية السابقة، فقد عرفت السهرة الفنية الرابعة، التي أحيتها الفنانة المكناسية نعيمة الطاهري، والفنان أنور برادة بعزف جوق الأصالة برئاسة رشيد الحكيم ومحمد وارثي، إضافة إلى فرقة عساوية محلية، (عرفت) تكريم كل من الدكتور عبد العاطي لحلو والدكتور عبد الرحيم الزيداني، تقديرا لمجهوداتهم العلمية.

أما السهرة الخامسة، وهي السهرة الختامية، فكانت مسك الختام، حيث أحياها كل من الفنان هاني شاكر والفنانة سامية صبري، وذلك بالقاعة المغطاة المسيرة، وعرفت حضورا جماهيريا غفيرا تفاعل مع الأداء الفني للفنانة المكناسية سامية صبري التي ألهبت حماس جماهير المدينة الاسماعيلية بأغانيها وصوتها وأدائها الفني الذي استحسنه الجمهور الذي حضر الأمسية الختامية للمهرجان.

من جهته، قدم الفنان هاني شاكر، الذي يلقب بأمير الغناء العربي، أروع أغانيه حيث أتحف الجماهير المغربية بأدائه الفني الراقي وصوته السجي، حيث تجاوب الجمهور الذي حج إلى القاعة المغطاة المسيرة مع إبداعاته وتفاعل مع أغانيه التي رددها مع الفنان المصري. ندوات علمية .. لم تكن أيام مهرجان مكناس مقتصرة فقط على الجانب الفني، بل كان للفكر والنقاش والثقافة نصيب مهم، بحيث نظم معرض خاص بالكتاب عرفا اقبالا محترما، إضافة إلى ذلك، فقد تم تنظيم ندوات علمية، اثنتين منها، كانت حول عرض المشاريع العلمية الجامعية التي استفادت من دعم مجلس جماعة مكناس، خاصة بكلتي العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، والمدرسة العليا للتكنولوجيا.

وتأتي هذه المشاريع العلمية، في إطار الشراكة التي تربط جماعة مكناس وجامعة المولى إسماعيل، وتهدف هذه المشاريع حسب المتدخلين، إلى تشجيع الابتكار وتعزيز تنمية جماعة مكناس والخدمات المقدمة بحيث يستفيد الطلبة من منح مالية، ويتم تنظيم ندوات مشتركة ولقاءات تكوينية وغيرها من البرامج التي تعزز دور البحث العلمي في التنمية المحلية.

من جهة أخرى، سلطت ندوة علمية ثالثة الضوء على مكناس باعتبارها تراثا عالميا، والتي نظمت صباح اليوم الجمعة 7 دجنبر بشراكة مع فعاليات المجتمع المدني، والتي كان موضوعها مكناس تراث عالمي، في إطار الإعداد للاحتفال باليوم السنوي لمدينة مكناس يوم 18 ابريل بمشاركة أساتذة وخبراء وفاعلين جمعويين، الضوء على مدينة مكناس تاريخا وعمرانا وتراثا.

ووجه عبد الله بوانوو، رئيس المجلس الجماعي لمدينة مكناس، بهذه المناسبة، كلمة افتتاحية للندوة العلمية، شكر فيها الذين ساهموا في تصنيف مكناس كتراث عالمي، باعتبار المدينة بالفعل تراثا عريقا ممتد عبر التاريخ، مشيرا أن مكناس تزخر بمآثر ومعالم شاهدة على كل تلك المحطات التاريخية، مشيدا، في نفس الوقت، بالكفاءات العلمية وفي كل المجالات، والتي شرفت مكناس أينما رحلت وارتحلت. أما الملتقى العلمي الرابع، فكان عبارة عن يوم دراسي حول التراث كمصدر للتنمية المجالية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية التابعة لجامعة المولى اسماعيل بمكناس، بمشاركة أساتذة وخبراء، أكدوا على ضرورة انخراط المؤسسات الجامعية ومراكز البحث العلمي في مجال المحافظة وتثمين التراث، والاستفادة من الخبرات الجامعية، وفق منظور تتكامل فيه الأدوار للنهوض بالمواقع الأثرية والتاريخية وتطوير أدائها السوسيو- اقتصادي مع وضع مخططات إستراتجية مندمجة لتثمين التراث وإدراجه في المنظور المجالي كمكون أساسي من مكونات الهوية الوطنية.

مسرح فنون ورياضة .. استمتع جمهور مكناس بعروض فنية في المسرح والفنون والرياضة من خلال عروض فنية جمالية بدأت بمعرض للفنون التشكيلية وجدريات أثثت بعض شوارع المدينة الاسماعلية بلوحات تليق بمدينة التاريخ والثقافة والتراث. وكان الجمهور المكناسي، في موعد فني مسرحي تفاعل معه من خلال عرض مسرحي تحت عنوان "الملحون في حضرة أبي الفنون" من تقديم جمعية الحي للمسرح والموسيقى، التي أمتعت الجمهور الحاضر بفقرات فنية ومشاهد من مسرحية امتزج فيها التراثي التقليدي بالحديث. وفي مجال الرياضة، أطرت جمعيات رياضية بالمدينة، مجموعة من العروض الرياضية، بحيث قدمت عروض لرياضة التكواندو، والجمباز وصبحية رياضية في كرة السلة والكرة الطائرة وكرة القدم المصغرة للفئات العمرية لأقل من 15 سنة. تغطية إعلامية وازنة .. عرفت الدورة الثالثة لمهرجان مكناس تغطية إعلامية نوعية، من خلال حضور وازن للمنابر الإعلامية المحلية والوطنية، والتي ساهمت في إشعاع المهرجان ونجاحه، كما تم تغطية كل الأنشطة من خلال النقل المباشر والتقارير اليومية مكتوبة وسمعية بصرية، إضافة إلى ذلك، فقد تميزت الدورة، بالحضور القوي لمنابر إعلامية وطنية ومحلية تنقل كل صغيرة وكبيرة عن مهرجان المدينة الإسماعيلية مكناس.