جماعة مكناس تشارك تطوان احتفالات الذكرى ال20 لتصنيفها تراثا عالميا
02 ماي, 2017
شاركت جماعة مكناس مدينة تطوان في تخليد الذكرى ال20 لتصنيف المدينة العتيقة للحمامة البيضاء تراثا عالميا للإنسانية، و التي جرت فعالياتها يومي 24 و 25 أبريل الأخير.
و قد شكل هذا الحدث فضاء الحوار و التداول في ما يخص المدينة العتيقة لتطوان و المدن المصنف تراثا عالميا بالمغرب، و من بينها مكناس التي كانت ممثلة في شخص السيد محمد الميلودي، النائب الثالث لرئيس مجلس مكناس، و قد توجت العروض و الجلسات العلمية التي تمت بالمناسبة؛ بخروج المشاركين فيها بتوصيات خاصة عنت بخصوصية المدينة العتيقة لتطوان و عامة شملت خصوصيات المدن العتيقة بالمغرب و المصنفة تراثا عالميا، جاءت على النحو التالي:
- تثمين أهمية و قيمة المشروع الملكي لإعادة الاعتبار للمدينة العتيقة بتطوان و ما خلفه من تعزيز للبنية التحتية و الحفاظ على المباني الأثرية و التاريخية و تحسين مستوى الساكنة.
- اعتماد المقاربة التشاركية للتدخل في الأنسجة العمرانية، مع تطوير آليات التحسيس بأهمية التراث كقيمة إنسانية لدى ساكنة المدن العتيقة و المستفيدين من المواقع الأثرية.
- ضرورة تحديد طرق ومسارات عربات نقل البضائع داخل أزقة وشوارع المدينة العتيقة وتحديد أوقات وشروط الولوج، إلى جانب تدقيق إطار التدخل في الإطار المبني واستعمال مواد محلية من أجل الترميم ومعالجة المباني التراثية.
- تيسير الولوج إلى التراث و المآثر التاريخية بناء على المعايير الدولية، مع احترام الحقوق المكتسبة لماء السكوندو أولوياته كوقف لذوي الحقوق المكتسبة.
- المطالبة بإنشاء متاحف معمارية بالمدن العتيقة والتعريف بها وفتحها للبحث العلمي، و العمل بتوصيات اليونسكو لاستكمال إدراج الحي الإنسانشي والمباني الكولونية والتاريخية خارج أسوار المدينة العتيقة ضمن التراث الإنساني لدى اليونسكو.
يذكر أن هذا الحدث، الذي أقيم بشراكة مع عمالة تطوان تحت شعار ” تطوان 5 قرون من الحضارة و20 سنة من العالمية” عرفت تنظيم سلسلة من الأنشطة السوسيوثقافية والفنية.. كما أنها شكلت رافدا حيويا للدعوة للمحافظة على التراث الحضاري للمدينة العتيقة لتطوان والنهوض بالوجهة السياحية للحمامة البيضاء على المستوى الوطني والدولي.
فيما تضمن برنامج هذه التظاهرة سلسلة من الندوات لبحث العديد من المواضيع من قبيل “تطوان تراث عالمي للإنسانية.. متطلبات الحفاظ واستثمار المكتسبات” و” تثمين التراث الثقافي ..تجارب وطنية ودولية” و”دور الجماعات الترابية والمؤسسات العمومية في المحافظة على التراث الثقافي: نموذج مدينة تطوان”.
كما تمت أيضا برمجة العديد من اللقاءات والعروض لاستعراض تجارب مجموعة من المدن المغربية المصنفة تراثا عالميا للإنسانية. ، الذي سيعرف مشاركة رؤساء الجماعات لسبع مدن مغربية ضمت إلى جانب مراكش كل من مراكش و الرباط و فاس و الجديدة و الصويرة و مكناس.
كما تضمن برنامج هذا الموعد الثقافي، أيضا فقرة تكريمية لبعض الشخصيات الوطنية وهم عبد السلام الصفار، وسعد بن السفاح وأبوبكر بنونة وحسناء داوود.
كما تم بالمناسبة تقديم شريط وثائقي حول المدينة العتيقة لتطوان ومعارض تؤرخ لزيارات بعض ملوك الدولة العلوية للمدينة وصور فوتوغرافية للمدينة العتيقة على مر التاريخ، فضلا عن معارض لمنتجات الصناعة التقليدية والفن التشكيلي وكذا أمسيات فنية.
فيما جاء" نداء تطوان " لرؤساء الجماعات المتوفرة على المدن و المواقع المصنفة عالميا و ووطنيا بصفة شخصية أو بواسطة ممثليهم ومن قلب مدينة تطوان ، كما يلي:
أولا : التذكير بل والتأكيد على أن التعامل مع المدن المصنفة وكل المواقع الحاملة للهوية الثقافية والتاريخية المغربية ، لا يجب أن يكون تعاملا ظرفيـــا و مناسباتيا ولا أن يكون تجزيئيا يهتم بالمظهر الخارجي من تنميق وزخرفة وترميم فقط ، بل يجب أن يكون دامجا لعنصر الإنسان الذي يعيش ويتعايش داخل هذه المواقع والمعالم التاريخية والذي من حقه أن يعيش في وسط محفز له على الاستقرار المادي والمعنوي ويجعله ينخرط تلقائيا في تقدير قيمة موروثه الثقافي والحضاري ويصونه ويحافظ عليه ويحميه من كل تغيير أو تدخل قد يغير معالمها وينقص من قيمتها التاريخية والإنسانية ؛
ثانيا : دعوة كافة المسؤولين من جماعات ترابية ومنتخبين وسلطات عمومية إلى أن الحرص على التعامل مع هذه الأنسجة العتيقة المصنفة تراثا عالميا إنسانيا يجب أن يكون خاصا ومتميزا و لا يخضع لمنطق المعايير والحسابات المادية التي تعامل بها باقي الأنسجة العمرانية في المدن ؛
ثالثا : دعوة مسؤولي وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، و كذا وزارة الثقافة والاتصال من أجل بلورة سياسة مستدامة في المجال مع توفير الإمكانات اللازمة وتخصيص ميزانية سنوية قارة للعناية بعقارات الأوقاف سيما تلك الموجودة بالمدن العتيقة وتثمينها بحكم دورها الحيوي الذي قامت ولا تزال تقوم به في تدعيم الاستقرار وتطوير مرافق هذه المدن عبر التاريخ كون الأحباس شكلت دائما قطب الرحى في ملكية العقارات داخل النسيج العمراني للمدن العتيقة وتعبيرا عن التضامن وإرساء دعائم التضامن بين ساكنتها ؛
رابعا : دعوة مسؤولي المدن المغربية المصنفة تراثا عالميا إنسانيا من طرف منظمة اليونسكو إلى توحيد جهودهم من أجل بلورة تصور مشترك لتثمين هذا التراث الإنساني والمحافظة عليه وتسويقه وبذل المساعي لدى كافة المتدخلين المحليين ، الجهويين ، الوطنيين والدوليين للتحسيس بقيمة هذا التراث الإنساني وأهمية النهوض به ؛
خامسا : العمل بشكل مشترك ودؤوب من اجل توحيد السياسات والرؤى المستقبلية بخصوص الحفاظ على التراث بمختلف المدن التاريخية بالمغرب ؛
سادسا : التأكيد على أن هذا النداء هو قبل هذا و ذاك دعوة للتعايش بين الثقافات والديانات والحضارات التي سادت وطبعت الحياة داخل هذه المدن المصنفة وتدعيم ما جمع ساكنتها من وشائج إنسانية وروابط تاريخية على مر العصور، كما هو نداء للحفاظ على تلك القيمة الممنوحة لها ؛
سابعا : دعوة شبكة المدن المصنفة عالميا إلى متابعة هذا النداء وروح نداء تزنيت وما يدعو إليه من إحداث صندوق خاص للأنسجة العمرانية العتيقة ببلادنا.