قطاعي الأبناك و المطاحن بمكناس يبسطون أمام مجموعة التفكير الاشكالات والحلول لتجاوز أزمة كوفيد
18 ماي, 2020
واصلت مجوعة التفكير بجماعة مكناس لقاءاتها التواصلية مع مختلف الشركاء والفاعلين في التنمية الاجتماعية والاقتصادية على المستوى الترابي لمكناس.
وفي خضم هذه السلسة التقت مجموعة التفكير، التقت على مدى يومين متتالين: الجمعة 15 ماي والسبت 16ماي 2020 بالمقر الرئيس للجماعة، مع القطاع البنكي وقطاع المطاحن.
ووصف، رئيس مجلس مكناس الدكتور عبد الله بووانو، في كلمة توطئة دور قطاع الأبناك، خلال هذا اللقاء، الذي حضره إلى جانبه السيدين رشيد طالبي وجواد الشامي والسيدة سميرة القيصور عن مجموعة التفكير والسيد محمد نجيب المدير العام للمصالح بالجماعة، أن الأبناك مكون أساسي في أي عملية استباقية تتوخى التخفيف من الآثار الناجمة عن جائحة كوفيد19.
داعيا إياه، من خلال خطة تشاركية واشراكية مع جميع المتدخلين في التنمية، لاقتراح أفكار وتصورات في هذا الباب.
راسما في ذات الكلمة، مسار هذا العمل في ضرورة تشجيع المعامل والمصانع والمقاولات في لعب دورها في الدورة الاقتصادية لتحقيق استقرار اجتماعي أساسه الحفاظ على مناصب الشغل، ولما خلق مناصب جديدة.
من جهتهم استحسن القطاع البنكي هذه البادرة، مقترحا في نفس الآن، وبعد تشريح للوضعية، تصورات وأفكار عملية للحد من الآثار السلبية لهذه الجائحة توزعت ما بين إجراءات وطنية وأخرى ترابية.
داعين في هذا الإطار، إلى ضرورة تشجيع المنتوج المحلي والترويج له، وهي العملية التي لايمكن أن تتم إلا باتخاذ إجراءات عملية تمر عبر إصلاحات جبائية عصبها القيمة المضافة.
وبعد أن أكد البنكيون عن استحالة تشخيص الوضعية محليا، في غياب أرقام وإحصائيات، شددوا على ضرورة التحرك العاجل لمرافقة الإجراءات الإستباقية التي اتخذت أثناء الأزمة من طرف المغرب، من منطلق أن آثارها ستكون قوية وسيعاني منها القطاع البنكي كذلك.
ومن التصورات التي شدد المتدخلون على ضرورة العمل على الاشتغال عليها بتراب مكناس، الالتفات إلى مشكل العقار، في ظل وجود استثمارات عديدة تود التوفر على عقارات ذات مساحات كبرى، إضافة إلى ضرورة استغلال المناطق الصناعية بالمنطقة ومحاولة تحريك وثيرتها عبر بعث الروح في الراكد منها واستثمار الفارغ منها، وتحريك العقار بمنطقة أكروبوليس ، مع التشديد على ضرورة ايجاد منفذ بحري، وطريق سيار يربط المنطقة بمنطقة الشمال.
كما أكد البنكيون عليها في طفرة مستقبلية، إلى ضرورة معالجة الاختلالات البنيوية لقطاع الحبوب والمطاحن، تحديدا أن مكناس كانت قوية على هذا المستوى خلال السنوات لما قبل العشر الماضية، ومحاولة استثمار أن المنطقة لن تتأثر بالجفاف مقارنة مع مناطق أخرى بالمغرب، تحديدا وأن القطاع يشكل رافعة اقتصادية بالمنطقة. مع ضرورة تشجيع الاستثمارات وجلبها عبر الانفتاح على تقنيات جديدة في التواصل مع المستثمرين.
كما سجل المتدخلون بعض الاختلالات على مستوى النظرة التي تهم القروض التي تمنح من المؤسسات البنكية كقرض قرض أوكسجين التي تبقى أهدافه محددة وواضحة.
من جانبهم، اعتبر أعضاء لجنة التفكير، أن الأزمة ستمر وسيحل وقت التقييم، ومراجعة الأدوار على مستوى الدولة والمجتمع، ولكن الهم هو أن هذه الأزمة أبانت عن وطنية فريدة بالبلاد وهو ما يفتح باب الأمل التي تبرز في أنا نفكر في كوفيد19 ونفكر ما بعد كوفيد19.
مع التشديد على أن الاقتصاد لايمكن أن يكون قويا بدون قطاع مالي قوي تنعكس آثاره على الاقتصاد.
مع التذكير، بالإجراءات الاستباقية التي قامت بها الجماعة على المستوى المحلي، والدعم الكبير على المستوي الصحي والجهود التي تبذل لمحاصرة الوباء.
وتسجيل التفاوتات التي مست مساهمات القطاع الخاص في هذه الجائحة، والتي لم تكن في المستوى المطلوب في عديد من فروعه.
والتركيز على استغلال العقار بمنطقة أكروبوليس، والاستثمار على مستوى الملتقى الدولي للفلاحة، والإسراع بايجاد بنية قارة له توازي المجهودات التي بذلت خلال الدورات السابقة.
وعدد مهنيو قطاع المطاحن بمكناس من جهتهم، خلال لقائهم بجموعة التفكير في اليوم الموالي، عدد ا من الاختلالات البنيوية والهيكلية التي أثرت بشكل جلي على الطفرة التي عاشها القطاع ما قبل العشرية الأخيرة، وقطع الدعم عنهم.
وذكر مهنيو المطاحن بمكناس الحضور، ما يعرفه القطاع على المستوى الوطني، وفي غياب اطار هيكلي يمكن أن يخرج القطاع من المشاكل التي يتخبط فيها، في ظل تداخل عدة قطاعات حكومية في عمل مصانع الحبوب والمبنية على القوانين المنظمة للقطاع.
واضافة إلى المشاكل التي يعرفها القطاع على الصعيد الوطني، والتي يتصدرها غياب التنافسية أمام توسع المطاحن غير المهيكلة، بسط مهنيو مكناس مشاكل أخرى تتعلق بهم ترابيا، أبرزها غياب التنافسية في ظل عاملين رئيسين؛ أولهما غياب المعلومة في ما يتعلق بمراسيم استيراد الحبوب، وثانيهما ارتفاع تكلفة الاستيراد مقارنة مع تلك التي تجوار الموانئ، وفي ارتباط بالشحن ونقل الواردات من القمح خاصة الصلب منه.
كما لم يخف المتدخلون، ما تشكله الأبناك من عائق أمام طموحهم في تأهيل القطاع الذي يواجه ببطئ للإجراءات البنكية، علما يضيف المتدخلون، أن الدورة العادية للإنتاج لن تظهر إلا مع حلول شهر مارس وشهر أبريل وشهر أبريل.
وفي مقابل هذه الاشكالات التي تحمل في مضمونها حلولا للقطاع، ذكر المهنيون بعض الاجراءات الكفيلة بإعادة استعادة القطاع لحيويته على المستوى المحلي، والتي مدخلها يتحدد في ايجاد منفد بحري نحو الغرب، وإعادة النظرة في مجال التكوين وإعادة التكوين، والاهتمام بالبحث العلمي والبحث الزراعي،والمختبرات العلمية المحلية، وتوسيع قاعدة التخزين، ما التركيز على المتابعات القضائية والمنازعات القائمة بين بعض الوحدات الصناعية والمؤسسات البنكية أو مع كل ذوي الحقوق، التي تجمدت أنشطة هذه الوحدات، وحله العاجل المتمثل في نقل أنشطة هذه الوحدات من وسط المدينة إلى المنطقة الصناعية، والعمل على بيع العقارات لتخليص الملاكين من التراكمات المالية ودفع المستحقات لأصحابها.
وبعد النقاش وبسط السيد الرئيس وأعضاء مجموعة التفكير لعدد من التساؤلات الجوهرية والحلول العملية لإعادة الروح للقطاع ودينماكية توازي بين الانتاج والمناخ.
خلص السيد الرئيس إلى أن هذا اللقاء كان مثمرا، بكل ما تحمل الكلمة من معنى، ويحمل في مضامينه حلولا تتقاطع مع أفكار البنكيين،وأن مخرج القطاع يتمثل في عقدة برنامج Contrat Programme.